سورة الرعد - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرعد)


        


{وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)}
{مِيثَاقِهِ} {أولئك}
(25)- أَمَّا الذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ الذِي أَلْزَمَ بِهِ عِبَادَهُ، وَأَقامَ الأَدِلَّةَ العَقْلِيَّةَ عَلَى صِحَّتِهِ (كَالتَّوْحِيدِ وَالإِيمَانِ وَالقَدَرِ) إِمَّا بِإِهْمَالِهِم النَّظَرَ فِيهِ، وَإِمَّا بِأَنْ يَنْظُرُوا فِيهِ وَيَعْلَمُوا صِحَتَّهُ، وَلَكِنَّهُمْ يُعَانِدُونَ فِيهِ، وَالذِينَ يَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ (مِنْ صِلَةِ الأَرْحَامِ، وَالتَّحَابِّ بَيْنَ المُؤْمِنِينَ...)، وَالذِينَ يَخُونُونَ أَمَانَاتِهِمْ، وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ، وَيَرْتَكِبُونَ المُوبِقَاتِ وَالمُحَرَّمَاتِ... فَأُولَئِكَ هُمُ المُشْرِكُونَ الذِينَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ، وَيُبْعِدُهُمْ عَنْ رَحْمَتِهِ، وَيُعِدُّ لَهُمْ سُوءَ العَاقِبَةِ وَالمَآلِ.
سُوءُ الدَّارِ- عَاقِبَتُهَا السَّيِّئَةُ وَهِيَ النَّارُ.


{اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26)}
{بالحياة} {الحياة} {الآخرة} {مَتَاعٌ}
(26)- وَإِذَا كَانَ هَؤُلاءِ المُشْرِكُونَ يَسْتَعْلُونَ، بِأَمْوَالِهِمْ، عَلَى المُسْلِمِينَ الفُقَرَاءِ فَلْيَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ الذِي يَبْسُطُ الرِّزْقَ وَيُوسِعُهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَيُقَتِّرُ الرِّزْقَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ (وَيَقْدِرُ)، لِمَا لَهُ مِنَ الحِكْمَةِ فِي ذَلِكَ، وَهَؤُلاءِ الكُفَّارُ الذِينَ نَقَضُوا العَهْدَ وَالمِيثَاقَ يَفْرَحُونَ بِمَا بَسَطَ اللهُ لَهُمْ مِنَ الرِّزْقِ، وَبِمَا آتَاهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيا اسْتِدْرَاجاً وَإِمْهَالاً، مَعَ أَنَّ اللهَ يُعْطِي الدُّنِيا المُؤْمِنَ وَغَيْرَ المُؤْمِنِ، فَلا يَظُنَّنَّ أَهْلُ المَالِ أَنَّ كَثْرَةَ المَالِ فِي أَيْدِيهِمْ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ عَلَى حَقٍّ.
ثُمَّ يَقُولُ تَعَالَى لِهَؤُلاءِ مُصَغِّراً شَأْنَ الدُّنْيا: إِنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ شَيْئاً يُذْكَرُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الآخِرَةِ، وَإِنْ هِيَ إِلا مَتَاعٌ سَرِيعُ الزَّوَالِ.
وَيُرْوَي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِجَدْيٍ صَغِيرِ الأُذُنَيْنِ مَيتٍ وَمُلْقَى فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ: «وَاللهُ لَلدُّنْيا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذَا عَلَى أَهْلِهِ حِينَ أَلْقُوهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
يَقْدِرُ- يُضَيِّقُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ لِحِكْمَتِهِ.
مَتَاعٌ- شَيْءٌ قَلِيلٌ ذَاهِبٌ زَائِلٌ.


{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)}
{آيَةٌ}
(27)- وَيَقُولُ المُشْرِكُونَ الذِينَ بَطِرُوا وَاغْتَرَّوا بِالدُّنيا: هَلاّ أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ مُعْجِزَاتٍ مِنْ رَبِّهِ (آيَةٌ): (كَسُقُوطِ السَّمَاءِ عَلَيْهِمْ كِسَفاً، أَوْ الرُّقِيِّ فِي السَّمَاءِ..) فَقُلْ لَهُمْ: إِنَّ اللهَ هُوَ المُضِلُّ وَهُوَ الهَادِي، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى إِجَابَتِهِمْ إِلَى مَا سَأَلُوا، وَلَكِنَّ هِدَايَتَهُمْ وَضَلالَهُمْ لَيْسَا مُتَعَلِّقَيْنِ بِإِجَابَةِ طَلَبِهِمْ بِإِنْزَالِ الآيَةِ أَوْ عَدَمِ إِجَابَتِهِ، وَإِنَّ الأَمْرَ مُتَعَلِّقٌ بِإِرَادَةِ اللهِ، وَهُوَ الذِي يَهْدِي مَنْ أَخْلَصَ وَأَنَابَ إِلَيْهِ، وَرَجَعَ عَنْ غَيِّهِ، وَاسْتَعَانَ بِرَبِّهِ.
أَنَابَ- رَجَعَ بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12